أهل السنة في إيران بخير بشكل عام
الأحد 6 مايو 2007 - الانباء
فيصل الزامل
تحدث إمام أهل السنة التـركمان في إيران الشيخ عبـدالرزاق البخاري إلى جـريدتي الرأي والوطن الأسبوع الماضي عـن أوضاع أهـل السنة في إيران، والبالغ عددهم 15 مليون نسمة، ويمثلهم 20 نائبا في البرلمان.
قبل نقل فـقرات مما قـاله الشيخ البخـاري، أتوقف عند أهميـة الفصل بين ثلاثة أمور: «الأول» سياسـة إيران الخارجية، كدولة لها دوافعهـا السياسية، و«الثاني الحركات الإسـلامية السياسية (سنية وشـيعية) وهي تنطلق من دوافع ليـست سـيـاسـيـة مـجـردة، «الثالـث» إيران الشـعب، إيران الدولة «بالداخل»، مثلما نفصل بين أمر السياسة الخارجية للولايات المتحدة وبالذات في الملف الفلسطيني وبين بقـية المسائل مع هذه الدولة، وشـعبها الأمـيركي، فإنه إذا لم يحدث هذا الفصل فالمشاعر ـ وليس العقل ـ هي التي تتحدث، وتلك المشاعر مبنية على موقف مسبق، وبالتالي فلن يسرها أن هناك أخبارا جديدة، كـما يحـدث من قـبل بعض المخالفين للاتجاه الديني السـيـاسي عندنا، ممن يتمنون انزلاقـه إلى العمل
الإرهابي، ليثبـتوا شيئـا في خاطرهم (. . . ) بغض النظر عن العواقب في حـديث رئيس هيئـة علماء السنة في إيران تـوجد أخبـار طيبـة، وهي تسرنا ونتمنى أن تزداد مع مرور الوقت، وابرز تلك الأخبار:
«المرشد خامنئي حريص عندما يتـحدث عن الصديق والفاروق ان يقول «رضي الله
عنهما».
«توجد مسـاجد في مناطق أهل السنة، في التركمان عندنا 200 مـسجد، وعندنا مدارس
يقدم فـيها كل أنواع العلوم الدنيوية والديـنية، حسب المذهب السني، من تفـسير وأحـاديث، وأصول وفـقه، وذلك وفق المناهج المطبـقة في الأزهر والمدينة المنورة وسورية «نعم، لا توجـد مسـاجـد للسنة في طهـران
وكلمنا وزراء ومسـؤولين، وسمعنا منهم خيرا.
لم ألاحظ أن هناك تشددا ضدنا، لا من الرئيس الحالي احمدي نجاد ولا الأسبق رفـسنجاني، على الـعكس كانا في كل زيارة يأمـران بدفع مسـاعدات لبناء مـساجد لنا، ونحـن شعب فقـير، مـساجدنـا (سنة وشيعـة) من القش والطين، الإنسان يستحي أن يقول هذه مساجد ثم أبدى الشيخ البخاري استـياءه مما يقال عن اضطهاد المسلمين السنة في إيران وإطلاق الكلام جزافا مطالبا بالتثبت من المعلومات. انتهى.
أعتـقد أن ما نسمـعه عن وجود مـعارضة إيرانية داخل وخارج إيران من صـفوف التـيار الديني الشـيعي، بل ومن المـراجع الدينية، يجـعلنا لا نفاجـأ بوجود خلاف أيضا مع بعض أهل السنة ـ إذا وجـد ـ ولكنه ليس كارثيا، كما يحب البعض أن يصوره، فهذه هي طبـيعة الدول، ولا تخلو حتى دول الخليج من خلافات سياسية داخلية، إلا أن إخراجها عن المسار الطبيعي للخلاف، إلى ما يحدث في العراق مـن
تصنيف هو الكارثة الحقيقية، وهي «غـير» موجودة في إيران بين السنة والشـيعة ولا ينبـغي أن تحدث في إيران ولا في غـيرها، فمن ذا الذي يفرح بإضعاف هذه الأمة؟