بسم الله الرحمن الرحيم
أعظم الله أُجورنا وأُجوركم بذكرى مصاب بضعة الرسول(صلى الله عليه وآله)
فاطمة الزهراء (عليها السلام)
تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى استشهاد سيدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام) على الرواية الثانية
وإنا إذ نقدّم تعازينا لولدها الامام المهدي المنتظر(عجلّ الله فرجه) وللمراجع العظام والعلماء الأعلام ولجميع الأخوة المؤمنين والاخوات المؤمنات في بقاع المعمورة
كافة وأعضاء الساعة خاصة
بهذه المناسبة الحزينة ندعو الباري سبحانه وتعالى أن يعجل لوليه الفرج، ويجعلنا ممن يأخذ معه بثار جدته الزهراء(ع).. وأن يوفق الجميع لانتهاج خطى أهل البيت والتمسك بحبلهم
والله يعظم أجوركم
نستثمر هذه الفرصة للاشارة إلى جوانب من فضل الصديقة الطاهرة وشخصيتها وسيرتها (عليها السلام)، فإنها سيدة نساء العالمين وقدوة المرأة المسلمة.
1- أول ما يلاحظ الباحث في القرآن والسنّة اختصاص الزهراء فاطمة(عليها السلام) من بين اخواتها بالفضل والرعاية وتميزها عنهن، ففاطمة سيدة نساء أهل الجنة (البخاري)،
وهي المشمولة بآية التطهير، وهي التي حسمت السماء أمر زواجها، وهي التي اختصت برعاية رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى (كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا سافر، آخر عهده اتيان فاطمة،
وأوّل من يدخل عليه إذا قدم ـ فاطمة) (مسند أحمد)، في كل هذه الاحاديث والمواقف وغيرها .. كانت فاطمة(عليها السلام) تتميز عن باقي اخواتها، مما يكشف عن سرٍّ عظيم كامن في شخصيتها ومقامها(عليها السلام).
2- اتسمت حياة الزهراء(عليها السلام) بالبساطة والقناعة، فلم تستثمر مكانتها من ابيها لتحرجه بمستلزمات الترف والنعيم، بل نجدها على العكس من ذلك قد ضربت ـ مع باقي أفراد اسرتها- الأمثلة الرائعة في التضحية والايثار قربة واخلاصاً لله تعالى، وكانت آيات سورة الدهر شاهداً خالداً على ايثارها (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شُكوراً).
3- عرفت الزهراء(عليها السلام) بعطفها وحنّوها على اخوة الايمان حتى انعكس ذلك على عبادتها ودعائها لربها، ففي الحديث عن الامام الحسن(عليه السلام): (رأيت أُمي فاطمة(عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعة فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أُمّاه لِم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يابني الجار ثم الدار).(كشف الغمة إلى معرفة الائمة 2 / 94).
4- لم تتوانَ الزهراء(عليها السلام)- رغم صغر سنها وكونها ابنة الرسول وزعيم المسلمين وقائدهم- من مشاركة باقي المسلمات في دعم المسلمين في المحن والمصاعب التي واجهوها،
فقد روى الواقدي-في حديثه عن رجوع النبي(صلى الله عليه وآله) والمسلمين من معركة اُحُد-: (وكنّ جئن اربع عشرة امرأة، منهن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم)، (المغازي 1 / 249).
يتبع